Monday, May 19, 2008

Troy ( 3 of ... ) Helen

Helen


و اهتز جبل ايدا من وقع جمال الآلهة

و لم يقو باريس على النظر الى الآلهات ذوات الجمال المهيب الذي يبعث الخشوع..لكنهن طمأنته و هدأن من روعه..و فجاة انقلبت الآية فأصبحن الآلهات هن من غلبهم الحياء و الخجل , فكيف للآلهة ان تحتكم عند البشر

!!


و لذلك لم يسألنه صراحة عمن تكون اجملهن بل رأين سبيلاً آخر يصون كرامتهن و هو ان تعرض عليه كل واحده هدية بغية استمالته و التأثير عليه , على ان تفوز بالتفاحة الذهبية من تحوز هديتها على رضاه فتكون اجمل الآلهة
كانت هيرا قد وعدته بملك آسيا , و اثينا بالنصر في الحروب و المجد , و لكن آفرودايتي وعدته بأجمل امرأة في الكون لتكون زوجة له..و استهوى باريس العرض الأخير و حاز رضاه فأعطى التفاحة الذهبية لآفرودايتي التي امسكت التفاحه و هي تبتسم في زهو و شماته , و انصرفت الآلهتان الأخريان حانقتين متحسرتين و قد حملت كلتاهما حقدأ على باريس الذي ازرى بجمالهما و عرضهما للمهانه
!


...و هنا ندع الآلهة تــُــحيك القدر

ففي يوم من الأيام جدت ظروف اقتضت أن يترك باريس جبل ايدا و يتجه الى طروادة..و قد ساوره اليقين أن وعد آفرودايتي سوف يتحقق على نحو أو آخر , فهو لم ينس ذاك الوعد الذي جعل لهيب الحب يسري في اوصاله و لم يعد يفكر في حكم او مجد ولا حتى في عشيقته أوينوني حورية الجبل

!

و حين وصل باريس الى المدينة لفت الانظار بوسامته و بعض السحر...فيحكي ان باريس كان يمتلك الشبق نفسه فلا كبرياء الا و ينهار امامه , و اثناء سيره في المدينة اتفق ان اقيمت في ساحة القصر الملكي مباراة رياضية و تهيأت له الفرصه للأشتراك فيها فخرج منها فائزاً على بعض الامراء , و اثناء ذلك كان قد استرعى انتباه اخته كاسندرا التي وهبت ملكة التنبوء , هذا الشبه الكبير بينه و بين بقية اخوتها فاستخبرته عن عمره و نشأته حتى استطاعت أن تقنع ذويها بأن باريس ليس سوى ذلك الطفل الذي كان برياموس و هكابي قد تخلصا منه بعد مولده برميه في عراء جبل ايدا..فتعرف عليه ابوا و فرحا به بعد ان ظنا انه قد هلك


و في غمرة الفرح بلقائه نسي الملك و الملكة الحلم القديم و تناسيا تأويل المفسرين بل انهما لم يكترثا بتحذير كاسندرا التي نصحت بأبعاده عن المدينة , و لكن دموع الفرح حجبت عنهم كل شيء

-----------------------


هيلين...أجمل امراة في الوجود و ابنة الآلهة , التي استهوت جميع امراء عصرها فجاءوا حاملين الهدايا الثمينه عسى ان يحضوا بالزواج بها
!


فكان من ظمن الامراء الكثر..و هم من أبطال الحرب ايضاً آياس ملك سلاميس و أخوه تيوكروس و باتروكلوس أمير أوبوس و ادومنيوس و منلاوس و اوديسيوس ملك جزيرة اتاكا و الذي لوحظ انه جاء خالي الوفاض لفقره و فقر امارته


فوقع تينداريوس هنا في حيرة عظيمه و استعصى عليه اختيار واحد من بينهم ليكون زوجاً لأبنته, فقد خشي أن يؤذي شعور الامراء الآخرين فتثور بينهم اشتباكات او يتعرض لمشاكل هو و مملكته في غنى عنها .و يقال انه عمل في آخر الأمر بمشورة اوديسيوس الذي أقترح أن يترك لهيلين حرية اختيار الرجل الذي ترغب في الزواج منه , - على ان يقسم كل الخطاب اليمين – حتى قبل انتهائها الى قرار – باحترام قرارها و مساندة من تختاره زوجاً لها – أياً يكون – ضد من ينازعه حقوقه و مؤازرته ان تعرض لمكروه , و حظي الاقتراح بموافقة الجميع فاختارت هيلين منلاوس الأشقر زوجاً لها , و كوفيء اوديسيوس على نصيحته بزواجه من بينلوبي ابنة أخ تينداريوس

و عندما توفي تينداريوس خلفه منلاوس و هيلين على عرش اسبرطة و عاش الزوجان سعيدين بضع سنوات انجبا خلالها ابنة واحده

و في ذلك الوقت وفد باريس الطروادي مع رجال حاشيته الى اسبرطه حيث استقبلهم منلاوس بكل حفاوة و تكريم و اقام لهم مادبة فاخرة و صب لهم النبيذ بكؤوس من ذهب , ثم جلس الجميع يتسامرون و يتجاذبون اطراف الحديث , و باريس يلاحق هيلين طوال الوقت بنظراته الجريئة ..حتى ان لفرط جرأته قام بتناول كأسها و رفعه الى فهمه متحسساً بشفتيه موضع شفتيها من الكأس


و عند الصباح طرأ ما استدعى سفر منلاوس الى مدينة كريت للمشاركة في جنازة جدته , فعهد الى زوجته بتدبير شئون المملكة و الترحيب بالظيوف اثناء غيابه . و هكذا تهيأت لباريس فرصة اغواء هيلين التي وجدت نفسها مسلوبة القوى امام اغرائه و لم تلبث ان قبلت الهروب معه في نفس الليلة الى طروادة , تاركة خلفها ابنتها و حاملة معها معظم كنوز القصر , و عادت السفينه بالعاشقين الى طروادة

........

! لنرى لاحقــاً كيف اظلمت الدنيا في عينيك يا منلاوس