كان زيوس رب الهة الأولمــــب قد شغل زوجته هيرا (ربة الزواج) بفتاة عذبة اللسان كثيرة القصص ترويها بكلمات غاية في الاعجاز و بنهاية التمام و الكمال و ذلك لكي يتخلص من مراقبتها و غيرتها و كان اسم هذه الفتاة ايكو
ايكو الفتاة الحسناء...الثرثـــــارة صاحبة اللسان المفوه و الكلام العجيب...التي عاقبتها الألهة بأن جعلتها خرساء الا من نطق اخر كلمه من اي حديث تسمعه ..و ذلك عندما اكتشفت هيرا أمر ايكو و انها وجدت لكي تشغلها عن مراقبة زوجها
فهامت ايكو على نفسها من هول صدمتها...و مضت تعدو.....الى ان استقرت تحت شجرة سنديان عملاقه في احد الغابات , و اتخذتها مأوى لها .
و في يوم من الايام كان نرسيسوس الفتى فائق الجمال....الذي جمع جمال الاناث و الذكور و ذل العذارى الحسناوات بكبريائه... يسير في الغابة , فلمحته ايكو و انبهرت بجماله و حسنه و لم تستطع الا ان تعلق بشباك هواه...و لكن كيف تعبر له عن مافي قلبها و هي الخرساء , فلم يكن امامها الا ان تقوم بملاحقته...و اثناء ذلك احس نرسيسوس بان احدا يلاحقه فلتفت خلفه و
نرسيسوس : من هناك ؟
! ترد عليه ايكو بذيل حديثه : هناك
نرسيسوس : تعالي لي
! ايكو : لي
نرسيسوس ( بدأ يغضب ) : لما لا تأتين ؟
! ايكو : تأتين
نرسيسوس : هيا تعالي معي
! ايكو ( و قد اخذتها النشوه ) : معي
فخرجت هنا ايكو من مخبأها و لكي تعبر عن مشاعرها نحوه قامت باحتضانه , و من هول صدمة نرسيسوس قام بدفعها بقوه و بدأ بالركض و هو يصرخ : ابعدي يديك عني..لا..كيف تتجرأين على لمسي !!
!! ايكو : لمسي
و كان هذا سبب حزن ايكو و عذابها , فمتنعت عن الاكل و مرضت و كل يوم يزداد سقمها اكثر فأكثر حتى غدت لاشيء....نعم ايكو غدت
لاشيء فهي لم تمت !!...ايكو تعيش بيننا الى الان فهي الصدى
و شاء القدر ان ينتقم لها من نرسيسوس....لم ينتقم لها فحسب بل استجاب لدعاوى العذارى و العشاق عليه بأن يُبتلى بالحب...و لكن اي حُب...حُب نفسه
!!!
كان بديع الجمال نرسيسوس و في يوم حار قد شعر بالعطش فعرج على أحد الأنهار , فلما أنحنى لشرب الماء رأى صورته تنعكس على وجه الماء فوقع بعشق نفسه و جماله و ظل لم يفارق الماء...تارة يحاول ان يقبل حبيبه لكن واعجباه كيف يتبعثر الحبيب على وجه الماء....و تارة يمد يده فيجد ان حبيبه كذلك لكن ويح قلبي كيف الحبيب يتشتت بين قطرات الماء !
و ظل على هذا الحال يوم بعد يوم...و لم يعد يخالط الناس و عاف الطعام و الشراب و سقم....حتى انه خاطب حبيبه : أيها الحبيب لقد حطمت كبريائي و قلبي...أموت من اجلك و بقربك ايها الحبيب...الـــــــــــوداع...
كانت اخر كلمه له و رددت صداها ايكو : الــــــــــــــــوداع !!!
و تكريما لجماله قامت الالهة بخلق زهرة النرجس التي تنبت على ضفاف الأنهار
و تنحني لترى انعكاسها على وجه الماء !!
و ظل على هذا الحال يوم بعد يوم...و لم يعد يخالط الناس و عاف الطعام و الشراب و سقم....حتى انه خاطب حبيبه : أيها الحبيب لقد حطمت كبريائي و قلبي...أموت من اجلك و بقربك ايها الحبيب...الـــــــــــوداع...
كانت اخر كلمه له و رددت صداها ايكو : الــــــــــــــــوداع !!!
و تكريما لجماله قامت الالهة بخلق زهرة النرجس التي تنبت على ضفاف الأنهار
و تنحني لترى انعكاسها على وجه الماء !!
كم منا نرسيسوس و كم منا ايكو؟
من لا يستطيع التعبير عن حبه و من يقتله كبريائه؟